تخشى النساء العازبات العيش بمفردهن! فهل تعتبر حياتهن حقيقة؟ 
غير مرتبطة

بقلم ليلى سليم 

قامت صديقتي مؤخراً بالتقدم إلى وظيفة وكان يجب أن تضع بعض البيانات المعتادة في إستمارة التقديم مثل- "الأسم؟ العمر؟ الحالة الإجتماعية؟"- صديقتي إنفصلت عن زوجها منذ ثلاث سنوات ولم تنجب أطفال، وهي حالياً تعيش في منزل والديها بعد أن توفيا، ولأخواتها حياتهم الأسرية المستقرة.
فهي امرأة وحيدة عزباء. وعلى الرغم من شعورها بالرضى بقضاء الله بعد أن انفصلت عن زوجها. لكنها مجبرة على تقييم شخصيتها، وعليها الإجتهاد جهداً بالغاً في توضيح وتبرير وضع حياتها الإجتماعي لكل متطفل من المعارف العادين أو المعارف الجدد. 
كونك بمفردك شيء ممتع ومريح جدا، من لحظة دخول المطبخ في الصباح وشرب أول فنجان قهوة وتذوق أوقات الهدوء.
غير مرتبطة 
العيش وحيدا يختلف عن الشعور بالوحدة. كونك تعيش وحيد لا يعني أنك إنسان تعيس ليس لديك من تتحدث معه ويعتني بك. هناك أوقات تكون فيها مع شخص ولكنك تشعر بوحدة رهيبة، وبإحساس يفقدك الرغبة في الاستمتاع بالحياة.

هل تعجبنا المرأة الغير مرتبطة؟

نحن في الأساس مجتمع إجتماعي. والمرأة أكانت في العشرينيات أو تجاوزت الخمسين وغير مرتبطة يجب أن تبقى مع عائلتها. لأن من المفترض أن نحمي بعضنا البعض، وأن نبقى معاً. لكن إذا احتاجت المرأة الراحة والشعور بالقوة داخلها. أعتبرها المجتمع امرأة لاهية باحثة عن الشهوات، أو هي مجرد سيدة معقدة لم تستطيع الحصول على رجل.

في الحقيقة لدى مجتمعنا معيار مزدوج قديم. رجل في سن 45 حاصل على شهادة البكالريوس شئ رائع وجميل. ومقبول أن يعيش أعزب، أو متزوجاً من واحدة أو من أربعة، أو منفصل، أو مطلقا، أو يعيش مع والديه. الرجل يعيش حر طليق يفعل ما يشاء. فيما امرأة من نفس العمر يضع عليها البعض علامات ويثير الضجيج حولها بمنحها ألقاب "العانس، والمطلقة، والأرملة". 
بالإضافة إلى تعرضها لأسئلة متطفلة ومحرجة معظم الوقت، على سبيل المثال... "لماذا لم تتزوجي حتى الأن؟ لماذا طلقتي؟ لماذا لا تفكرين بالزواج مرة أخرى؟". وغيرها من الأسئلة الفضولية التي في باطنها إلقاء اللوم عليها بشكل أو بآخر. 

من المحزن أن يفرض مجتمعنا الضغوط علينا نحن الإناث. أنه التخريب الذاتي لنا. لأن الضغوط تقود المرأة للشعور بالقلق وإحساسها أنها على أرض مهتزة غير ثابتة وعليها فعل شئ يبقيها على قيد الحياة حتى وإن كان على غير هواها.  

فماذا تفعل النساء العازبات عندما تحصل على أحد الألقاب؟

تحاول الأنثى الفرار من اللقب الذي فرضه عليها المجتمع بالشعور بالأسف لحالها البائس وحظها القليل. وأبسط طريقة للفرار هي خداع النفس والارتباط برجل يستغل حاجتها وحالها. 

بعضهن يبقين في مكانهن كتحفة فنية متربة في زاوية الغرفة. فينعزلن عن متع الحياة، ويكرسن حياتهن لأقاربهن أو تفضل رعاية 40 قطة. فهذه المرأة دائما متفانية في سبيل الاخرين. 
غير مرتبطة

أما النساء غير المرتبطات غير البائسات ينفقن الكثير من المال على الأحذية، والتسوق، وتناول الأطعمة الغريبة، والقيام بالرحلات، ويذهبن إلى المعارض والمطاعم، والحفلات الموسيقية، والحدائق العامة، ويقرأن الصحف والكتب، يتسوقن عبر الإنترنت. هن يتمتعن بالحياة بمرح ودون إكتراث يمكن مع لمسة من اليأس. كأنها تخفي ألمها بافتعال المرح والسرور.

دعونا نواجه الأمر كون المرأة غير مرتبطة لا يعيبها، والوحدة احيانا هي ملجئها الآمن. إنها غير مرتبطة حتى الآن، لأنها ترغب في التعرف على نفسها بشكل أفضل، أو لتلتئم جراحها من علاقة سابقة. بالتأكيد هي غير راضية عن كل شئ في حياتها، وقد تشعر بالممل مع مرور الوقت. 

النساء الغير المرتبطات هن رائعات بشكل مذهل. هذه المرأة الفريدة لا تبحث عن قصة حب عابرة، وآخر همها رجل يريد أن يشبع ذاته المتعطشة للعظمة، وتحب الجميع كما تحب نفسها في المقام الأول. هي في حاجة للزواج. لكنها تبحث عن علاقة قوية، عن شريك حياة ورجل حقيقي يرى أنها زوجة كاملة الأوصاف بالنسبة له، رجل تعرف كيف تعيش سعيدة معه، يعلمها كيف تعتمد عليه في بعض الأمور. تريد شرارة الحب لتبقى سعيدة ومستمتعة بالحياة.